... من فضل الله على عباده ورحمته بهم ورعايته لهم أن فتح للمؤمنين أتباع المرسلين أبواب الترقي في الكمالات إلى آفاق بعيدة جداً لا يحدها إلا مقام الرسالة وحدودها، فكلما جاهد الإنسان نفسه وأكثرمن عبادة ربه وتخلص من أمراض القلب وأهواء النفس ونزعات الشيطان وإخوان السوء وظلمات المعاصي زاد إحساسه وشعوره بصفاء نفسه وإشراق قلبه ونشوة روحه وجمال حياته وزيادة معارفه، ذلك أن الفيوضات الإلهية لا تغزو إلا القلوب الربانية. والرحمات الربانية قريبة من النفوس النورانية. قال تعالى:{إن رحمة الله قريب من المحسنين}[الأعراف: ٥٦]. وقال تعالى:{ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون. الذين يتبعون الرسول النبي الأمي .... }[الأعراف: ١٥٦ - ١٥٧]. وهؤلاء الذين يؤمنون بالله إيماناً صادقاً ويواظبون على الطاعات ويجتنبون المعاصي والانهماك في الملذات والشهوات المباحة، ويعملون بالسنن والآداب الشرعية ما استطاعوا يسمون في عرف الشرع - الأولياء -.