للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"إنسان-ذكر حر- أوحى إليه بشرع، فإن أمر بتبليغه فهو رسول أيضا وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي فقط. وهذا هو القول المشهور في الفرق بين الرسول والنبي، وهناك رأي يقول: إن الرسول من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو الناس إليها، والنبي يشمله ويشمل من بعثه الله لتقرير شرع من قبله مثل أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيس عليهما السلام ولذلك شبه علماء أمة الإسلام بهم، وقيل: الرسول من جمع الى المعجزة كتابا منزلا عليه، والنبي غير الرسول من لا كتاب له، وقيل: الرسول من يأتيه الملك بالوحي والنبي يقال له ولمن يوحى إليه في المنام" ١. هـ. من شرح العقائد النسفية ص ٣١.

كما يشترط أن يكون النبي أو الرسول خاليا من العيوب التي تنفر الناس منه لأن وجودها يمنع الفائدة من رسالته، فما قيل عن أيوب عليه السلام من أنه مرض مرضا منفرا كذب وافتراء عليه.

النبوات وإرسال الرسل

[الإيمان بالرسل والأنبياء جملة وتفصيلا]

الإيمان بالرسل والأنبياء واجب، لأنه أصل من أصول الدين من أخل به كفر. قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} (١).

فيجب على كل مكلف أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى، أرسل رسلا مبشرين بثوابه، ومنذرين بعقابه، قاموا بتبليغ ما أمروا به على خير وجه، وأن يعتقد أن تصديقهم واجب، وأن منلصرتهم فريضة، وأن الاقتداء بهم لازم، وأنه هو طريق النجاة من غضب اله وعذابه، كما يؤمن بأنهم مؤيدون من عند الله تعالى بالمعجزات الدالة على صدقهم.


(١) البقرة ٢٨٥

<<  <   >  >>