للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي لم يلمس الحور العين أحد من الإنس والجن قبل أزواجهم من أهل الجنة، وهذا دليل على أن للجن اتصالاً جنسياً كما للإنس.

وقال تعالى في شأن إبليس وجنوده:

{أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو؟ بئس للظالمين بدلاً} [الكهف: ٥٠].

والآية تدل على أنهم يتوالدون وأن لهم ذرية كذرية الإنسان.

[هل كان في الجن نبي منهم قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم؟]

... عرفنا فيما سبق أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم كانت بعثته عامة إلى جميع الإنس والجن، ولكن العلماء اختلفوا في الرسل الذين كانوا يرسلون إلى الجن قبل ذلك: هل كانوا من الإنس أم من الجن؟ فجمهور العلماء سلفاً وخلفاً على أنه لم يكن من الجن قط رسول .. ولم تكن الرسالة إلا من الإنس ونقل معنى هذا عن ابن عباس وابن جريج ومجاهد والكلبي وأبي عبيد والواحدي، وقال الضحاك وابن حزم وغيرهما: لم يرسل إلى الجن قبل محمد صلى الله عليه وسلم رسول من الإنس.

قال ابن حزم: وباليقين ندري أنهم قد أنذروا، فصح أنهم جاءهم أنبياء منهم، قال الله تعالى:

{يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا شهدنا على أنفسنا} [الأنعام: ١٣٠].

وقال: لم يبعث إلى الجن نبي من الإنس قبل محمد صلى الله عليه

<<  <   >  >>