للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين} [يونس: ٤٥].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال: "يأيها الناس إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلا (١) {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام. إلا إنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوه بعدك فأقول: كما قال العبد الصالح (٢): {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم ... } إلى قوله: {العزيز الحكيم} قال: فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول: سحقاً، سحقاً". أخرجه أحمد والشيخان والنسائي والترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة، وصنف ركبان، وصنف على وجوههم". قيل: يا رسول الله كيف يمشون على وجوههم؟ قال: إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب (٣) وشوك". أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه.

[٣ - الحساب:]

وهو توقيف الله سبحانه وتعالى عباده قبل الانصراف من المحشر على أعمالهم أقوالاً وأفعالاً واعتقادات تفصيلاً بعد أخذهم كتبهم. وكيفيته أمر غيبي لم يرد ما يدل عليه. والناس فيه متفاوتون (فمنهم) من يحاسب حساباً يسيراً بأن يعرض عمله عليه فيطلعه الله على سيئاته سراً


(١) أي غير مختونين.
(٢) هو عيسى عليه السلام.
(٣) الحدب: بفتحتين: المرتفع من الأرض.

<<  <   >  >>