للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشفق على عدوك وظالمك، وقد كان بالأمس القريب أو البعيد سبب يأسك وشقلئك ... من الذي غير وبدل؟ مع أن العجز الكامل كان ملازما لك والقدرة والبطش كنتا في يد عدوك؟ من نشرك؟ من أحياك وأعزك؟ من رد إليك الأمل الضائع والحياة المطمئنة؟ قل ولاتنتظر .. إنه الله ...

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٦) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ (٣٧)} (١).

[الخلاصة]

وخلاصة كل ما سبق أن الإيمان بوجود الله تعالى مركوز في ذات كل إنسان بفطرته، وأن الكرامة الإنسانية مستمدة من هذا الإيمان، وأن جميع الآمال التي يحيا الإنسان بها ويعيش عليها ليس لها مصدر إلا وجود ذات عليا هي المفيضة لهذه الآمال. وهي العماد الذي يعتمد عليه الإنسان سواء اعترف بذلك أم أنكر.

والإنسان بدون الإيمان المشع في كيانه مثل عود ذبل، لأنه حرم مادة الحياة.

وكل قلب خلا من ومضات الإيمان أشبه بجذع جذ أصله فجف واستعد للنار.

وكل عقل حرم موجات الأثير الرباني (الإيمان) فهو مبتوت الصلة بالخير والسعادة وأسباب النجاة.

وكل شعور لا يسري فيه ري الإيمان وعذوبته هو شعور حيواني يدبر أمره عقل شيطان.


(١) الزمر:٣٦، ٣٧.

<<  <   >  >>