للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصفات

الصفة الثانية (هو الأول) - الصفة الثالثة (والآخر)

[الصفة الثانية (هو الأول)]

الله سبحانه وتعالى قديم بمعنى أنه لا أول لوجوده، فوجوده تعالى ليس مسبوقا بعدم، وقدم الله تعالى بهذا المعنى واجب وثابت ثبوتا عقليا بحيث لا يتصور ضده. وضد القدم الحدوث. وهو مستحيل على الله سبحانه وتعالى، لأنه تعالى لو كان حادثا لاحتاج إلى من يحدثه ويوجده، والذي يحدثه ويوجده يحتاج إلى محدث أيضا فلا بد من وصول العقل إلى ذات تحدث وتوجد غيرها، ولا يصح أن يوجدها ويحدثها غيرها، وهي ذات الله تعالى.

قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} (١).

ومعنى الأول: الذي لا ابتداء لوجوده، والذي هو سابق في وجوده كل حادث فيكون وجوده من ذاته ولا علة لوجوده.

وروى البخاري عن النبي (صلى) وسلم حديثا طويلا جاء في آخره: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء".

فإذا أراد الشيطان أن يبلبل فكرك بأمر ليس في قدرة العقل الإنساني القاصر إدراكها فالجأ إلى ربك واطلب حمايته ومعونته بقولك "إياك نعبد وإياك نستعين" وقف عند ذلك مستسلما لله قائلا: "آمنت بالله" كما قال النبي (صلى): "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله" (٢)


(١) الحديد: ٣.
(٢) رواه مسلم.

<<  <   >  >>