العبادة مأخوذة من "عبد" بمعنى إنسان خاضع ذليل لسيده ومالك أمره قال تعالى:
{إن كلُّ من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً}[مريم: ٩٣].
أي خاضعاً ذليلاً للرحمن.
وعبد الطريق ذلله، وعبد إنسان إنساناً أخضعه له، قال موسى عليه السلام رداً على فرعون في صلفه وكبريائه:
{وتلك نعمةٌ تمنها عليّ أن عبدت بني إسرائيل}[الشعراء: ٢٢].
والمعنى: هل تعتبر إخضاعك بني إسرائيل لظلمك وجورك وإذلالك لهم نعمة تستحق أن تمن بها علي؟ إن هذا قلب للحقائق.
وعلم الله المسلمين أن يقولوا في كل ركعة من الصلاة:
{إياك نعبد وإياك نستعين}[الفاتحة: ٥].
والمعنى: لا نعبد أحداً غيرك، ولا نستعين بأحد سواك، فأنت وحدك المستحق للعبادة، وأنت وحدك المعين لمن يستعين بك.
وكل شيء أخضعت نفسك له خضوعاً يتنافى مع إسلامك فأنت عابد له وهو مستعبد لك ولو كان لا يعقل هذا الاستعباد ولا يقصده، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما روى البخاري: