للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جوهري في تفسيره "الجواهر" (١) مكتفيا بذكر اللطائف التي ذكرها مستعينا بذلك عن الشرح وزيادة التفصيل , قال:

[اللطيفة الأولى]

لقد رآى العلماء الباحثون في العصر الحاضر, وكشفوا أن بعض الذباب يحفر لبيضه جحرا في الأرض يضعه فيها, ثم يذهب إللا عنكبوت أو دودة يمج فيها جزءا من السم فتسكن حركتها, ثم يحملها إلى جحره ويلقيها عند البيض ويسد عليها, فإذا خرجت الأولاد من البيض وجدتها بجانبها فتغذت بها.

وسبب ذلك أن هذه الحشرات لا تأكل ميتة قط, وأمها لا ترى أولادها قط فتحضر لها هذه الحشرات التي خدرتها بسمها حتى إذا خرجت من البيض أكلتها, أليس ذلك داخلا تحت قوله تعالى: {وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢)؟.

فأين تعلمت هذه الذبابة وهي لم تر أمها ولم يكن لها مدارس ولا معلمون؟؟؟

[اللطيفة الثانية]

بعض أنواع الذباب لا يعيش أولاده إلا في جوف الحيوان, فتعمد الذبابة إلى دودة فتخرق جلدها بخرطومها, ثم تضع بيضها الكثير موضع الخرطوم تحت الجلد, فغذا حصل الفقس وخرجت الأولاد أكلت من اللحم والدهن ولم تتعرض للأعصاب الت عليها مدار الحياة, ومتى خرجت عملت كل واحدة منها لنفسها خيطا محكما تلتف فيه, وتتراكم فوق سطح الجثة, فتغطيها بكثرتها لتأكلها فلا يرى الراؤون منها شيئا {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (٣).


(١) جـ ٢ ص ٨١.
(٢) آل عمران:٢٧.
(٣) يوسف:١٠٠.

<<  <   >  >>