للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما بينها لنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "من نزل منزلاً، فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك". رواه مسلم.

[٧ - دعاء غير الله والاستغاثة به]

الاستغاثة: هي طلب الغوث: وهو إزالة الشدة كالاستنصار: طلب النصر. والاستعانة: طلب العون، والفرق بين الاستغاثة والدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، أما الدعاء فيكون من المكروب وغيره، فهو أعم منها وبينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة وينفرد الأعم. وعلى هذا فكل استغاثة دعاء ولا عكس.

وهذا الموضوع شائك خطير، وجدير بالتنبيه إليه وتناوله بالدقة والحكمة، فإن الفرق بين الجائز منه والممنوع قد يكون شعرة، ومع دقة الفارق فإن الوقوع في الممنوع قد يكون معناه الوقوع في الشرك الذي هو كفر يؤدي إلى الخلود في النار والعياذ بالله تعالى، لذلك نقول:

إن الاستعانة إذا كانت بالله تعالى فهي عبادة كالدعاء، وهو تعالى الأحق بأن يستعاذ به، والأحق بأن يدعى ويطلب منه كل شيء، لأنه تعالى القادر على إغاثة من يستغيث به وإجابة من يدعوه ولذا قال تعالى:

{أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض} [النمل: ٦٢].

وقال تعالى آمراً عباده بالتوجه إليه ودعائه:

{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: ٦٠].

وقال صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم {الآية - رواه أبو داوود والترمذي وصححه وهذا لفظه.

<<  <   >  >>