وسلم، لأنه ليس الجن من قوم الإنس، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"وقد كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة". والناس تشمل الإنس والجن في اللغة.
[صلة الجن بالإنسان]
... إن اتصال الجن بالإنس ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأئمة، غير أنه اتصال من نوع خاص، فهو ليس كاتصال الإنس بالإنس، لأن الجن كما عرفنا عالم غيبي يرانا ولا نراه، وليس اتصال المشاركة في الآلام والآمال، والمتاعب والمشاكل، والسلم والحرب، والأمن والخوف، كما هو الشأن بالنسبة للصلة بين الإنسان والإنسان إنما هو اتصال من نوع خاص يناسب طبيعة كل منهما وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية.
فالجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنسي، ويحضرون أكله وشربه ومآدبه ومجالسه لا يفارقونه أبداً إلا أن يحجزهم بذكر اسم الله تعالى.
والجن مسلطون على الإنس بالوسوسة والإغواء والإضلال، وأحياناً بالتمثل والتشبه بأشياء تزيد من إضلالهم للإنس وتكفيرهم، وأحياناً يلبسون جسم الإنسان، ويعيشون فيه بكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى، فيصاب الإنسان عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج وغير ذلك. وكل ذلك بقدر الله، كما يصاب الإنسان بغير ذلك من الأمراض والمصائب بسبب الإنسان. وقد يسرق لصوصهم أموال الإنسان، وقد يكسر المشاغبون منهم الأواني والأشياء الثمينة، كما يظهر أحدهم للإنسان في صورة إنسان ليضله أو يوقعه في مهلكة كبئر أو نهر أو نار.
والخلاصة: أنهم يتشكلون بالأشكال المختلفة التي عن طريقها يحاولون الإضرار بالإنسان أو نفعه. كما أن شياطينهم مسلطون بالوسوسة للإنسان، للإغواء والإضلال، فهم مضرون ظاهراً وباطناً. غير أنه لا يضر منهم إلا الكافرون أو الفاسقون، أما الصالحون منهم فشأنهم شأن صالحي