ومما يبشر به الأولياء في الدنيا الرؤيا الصالحة الحسنة يراها الرجل الصالح أو تُرى له. ومن ذلك الكرامة يكرمهم الله بها ويتفضل بها عليهم.
[تعريف الكرامة]
... الكرامة: هي أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد عبد صالح غير مدع للرسالة. وهي من الأمور الجائزة عقلاً والواقعة فعلاً. جاء بها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، كما جاءت بها الأخبار الكثيرة المستفيضة عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا. أما الدليل من القرآن فاقرأ قصة مريم الصديقة حيث وجد عندها الرزق بلا سبب، وحملت بعيسى عليه السلام بدون ملامسة رجل، وتساقط عليها الرطب من النخلة اليابسة، وأنطق الله لها وليدها في المهد صبياً. واقرأ قصة أهل الكهف حيث مكثوا في الغار ثلثمائة وتسع سنين تحسبهم أيقاظاً وهم رقود، ويقلبهم الله ذات اليمين وذات الشمال. ومنها عرش بلقيس، فقد أحضره الذي عنده علم من الكتاب قبل أن يرتد طرف سليمان إليه. واقرأ في الحديث قصة الثلاثة الذين آواهم غار، وقصة جريج العابد وغيرهما، وتجد الكثير من الكرامات للصحابة ومن بعدهم، فاقرأ السير والتراجم وكتب الصفوة إن أردت المزيد. والواجب عليك هو اعتقاد وقوع الكرامة، وليس عليك أن تعتقد كرامة معينة لشخص إلا أن يأتي بذلك دليل من الكتاب أو السنة وكذلك الشأن في الولي.
[تحذير]
... إذا عرفت معنى الولي ومعنى الكرامة، ووعيتهما وعياً سليماً استطعت أن تفرق بسهولة بين من يمكن أن يكون ولياً ومن يمكن أن يكون دجالاً نصاباً كذاباً.