فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم" رواه أحمد والنسائي، أما حقيقتهم فالله أعلم بها، لأن القرآن والسنة لم يذكرا شيئاً عن حقيقتهم وكل ما ذكر أن لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع، وورد أن جبريل له ستمائة جناح كما ثبت بالدليل القطعي أنهم أقوياء جداً فهم الذين حملوا قرى قوم لوط وقلبوها.
ومنهم حملة العرش وبصيحة من ملك هلك قوم صالح، وبنفخة في الصور من الملك يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وبنفخة أخرى يبعث الخلائق أجمعون.
وبالجملة فالملائكة عالم خلقه الله تعالى على حقيقة يعلمها الله.
وهذا العالم من الملائكة ينفذ أوامر الله تنفيذاً دقيقاً فهو أشبه بالإدارة الربانية التي تتلقى الأوامر من الله لتنفيذها، وهذه الإدارة مكانها السماء، فهي مسكن الملائكة.
وليس الله تعالى في حاجة إليهم ولا إلى غيرهم، لأنه تعالى غني عن كل ما سواه، لكنه تعالى كما قال:
{وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة}[القصص: ٦٨].
وكما قال تعالى:
{فعالٌ لما يريد}[البروج: ١٦].
فالعالم كله عالمه وهو تعالى مدبر أمره، والأعلم بشأنه. ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ولا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء.
[عصمة الملائكة]
... قول جمهور العلماء - وهو الحق الذي تدل عليه الآيات السابقة - أن الملائكة معصومون من الذنوب ومخالفة الله تعالى في أي أمر، وما ورد في القرآن مما يوهم غير لك يجب حمله على الوجه المناسب لعصمتهم.