للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - خروج الدابة:]

والظاهر أن خروجها يكون في زمن طلوع الشمس من مغربها كما في فتح الباري لابن حجر أخذاً مما سبق. قال تعالى:

{وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} [النمل: ٨٢].

قال ابن كثير: هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق.

وهذه الدابة قيل تخرج من مكة وقيل من غيرها. وحين تخرج تكلم الناس وتخبرهم بما هم عليه من إيمان أو كفر، ومن صلاح أو فسق وبخروجها ينقطع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعدم فائدة ذلك. فإن التوبة لا تقبل بالنسبة لمن رآها أو علم بها وهو مكلف. وقد سبق الدليل على إثباتها.

[٣ - خروج المسيح:]

وسمي المسيح بالحاء على الصحيح، لأنه يمسح الأرض ويقطعها في أربعين يوماً، ولأنه ممسوح نور العين اليمنى، وهو الآية الكبرى المؤذنة بتغيير الأحوال العامة في معظم الأرض. وهو أول هذه الآيات. وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً كافياً لنكون منه على حذر، ولننجو من فتنته. فعن أبي سعيد الخدري قال: "حدثنا النبي حديثاً طويلاً عن الدجال فكان فيما حدثنا قال: يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة (١) فينتهي إلى بعض السباخ (٢) التي تلي المدينة. فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس، فيقول له: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر، فيقولون: لا. فيقتله


(١) طرقها.
(٢) السباخ جمع سبخة وهي أرض بجوار المدينة تعلوها الملوحة لا تنبت إلا قليلاً.

<<  <   >  >>