للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلو كان الرسل كاذبين لكان الكذب منصبا على المعجزة أيضا (أي على ما يعتبر خبرا عن الله تعالى بتصديق رسله) لكن الكذب في خبر الله تعالى محال. فكذب الرسل فيما يبلغون عن الله تعالى محال، فثبت صدقهم فيما يبلغونه عنه تعالى واستحال كذبهم في ذلك.

قال تعالى: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (١).

وقال تعالى في شأن افتراء الكفار على محمد (صلى الله عليه وسلم) وقولهم إن القرآن من عنده هو لا من عند الله: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (٢).

وموجز المعنى أن الله يقول: لو قال محمد على الله كلمة واحدة لم يقلها الله تعالى لقتله الله شر قتلة. وأما وجوب صدق الرسل واستحالة كذبهم في غير ما يبلغون عن الله تعالى فالدليل عليه أن الرسل لو كذبوا لكان كذبهم خيانة ومعصية وذنبا، وقد ثبت أنهم معصومون من الذنوب والخيانة واتضحت الأدلة على ذلك.

[٣ - الفطانة]

وهي حدة العقل وذكاؤه، وقوة الفهم وعمقه. وسرعة البديهة. وحضور الذاكرة بحيث يستطيع الإنسان المتصف بها إلزام خصمه وإفحام


(١) الأحزاب: ٢٢.
(٢) الحاقة: ٤٤ - ٤٧.

<<  <   >  >>