٣ - وكتب الأستاذ سعيد حوى القصة الآتية في كتاب "الله جل جلاله"(١).
أذاع راديو دمشق في ١٠ - ١ - ٦٥ الساعة الثالثة إلا ربعا من بعد الظهر نقلا عن مجلة الأبحاث الطبية الصادرة في انجلترا حادثة نشرتها المجلة المذكورة بتوقيع الطبيب الذي جرت معه الحادثة. والقصة: أن شابا بقي مريضا بمرض مزمن ثلاثة عشر عاما، وأعيا الأطباء دون جدوى، وقد دخل عليه كآخر طبيب الطبيب الذي يروي القصة، وبعد أن أتم فحصه رآى أنه لا أمل منه، وهناك سأله المريض بلهجة اليائس: لا أمل يا دكتور؟ فقال الدكتور: هناك أمل واحد في السماء فجرب أن تدعو ... ألا تعرف أن تصلي؟ ولأول مرة يدعو الشاب الذي دام مرضه ثلاثة عشر عاما، وعندما زاره الطبيب بعد أسبوع وجد المريض معافى، وقد شفي من مرضه الذي لم يستطع الأطباء أن يعالجوه.
٤ - وأنت أيها القارئ الكريم: ألم تخرج من بيتك يوما عازما أمرا أعددت له العدة، وأجهدت النفس من أجله، ثم إذا بك في اللحظة الأخيرة تعرض عنه وتجد أنك مصروف بقوة خفية إلى أمر آخر لم يخطر على بال، ولم تسهر الليالي في التجهيز له، ثم يتضح لك بعد ذلك أن الخير فيما نالك وليس فيما فاتك؟ فمن الذي حولك عما دبرت؟ ومن الذي أنالك عكس ما قدرت؟ إنه الله الذي بيده الخلق والأمر، والذي يحول بين المرء وقلبه.
٥ - هل أصاب أحدا تعرفه أو أصابتك نكبة أحسست إزاءها أن الأحياء كلهم أعجز من أن ينقذوك، وأضعف من أن يرحموك وقد يكونون هم أيضا يريدون بك الشر. ويحيكون لك حبال الدواهي، فلما يئست من الناس، ويئست من الأمل نفسه إذا شعاع يطل عليك، وأمل يبرق في قلبك، وراحة تستكين إليها نفسك، وأنت لا تدري مصدر ذلك كله. ثم بعد ساعات أو أيام أو أشهر يتبدد اليأس كله، وينسلخ الظلام، وتتواكب أمام عينيك ألوان الأمل تطارد فلول اليأس. وأنوار النصر تكتسح ظلمات الهزيمة. وترى من وراء ذلك قدرة حولت دفة الحياة من أجلك. فإذا بك