للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنسانيا، وأقل وأصغر من أن يهتم بشأنه. بل الإلحاد وهم يلم ببعض العقول المستعدة لهمزات شياطين الوساوس.

إن الإحساس بالعقيدة ألصق بفؤاد الإنسان من كل إحساس فيه، وليس المنكر لها بأقل إحساسا بها من سواه. بل ربما كان تظاهره بالجحود والنكران حجة ناطقة على أنه أشد الناس تأثرا بها إلا أنه ضل الطريق وأخطأ المهيع فقذفت به حيرته إلى متائه من النظريات هي ظلمات بعضها فوق بعض، فلم ير الخلص منها إلا فرض الفروض وابتكار السفسطات التي لو خلا بها يوما وحكم فطرته لضرب بها عرض الحائط ولعلم أن إحساسه في واد وما تخيله في واد آخر، وإنا لو سئلنا يوما عمن هو أكذب الناس على نفسه لقلنا بدون تردد: هو الرجل يزعم أنه ملحد" (١) أليس هذا هو الدليل الشعوري الذي ذكرناه في أول الأدلة؟.


(١) ا. هـ. منه ص ٥٣٤.

<<  <   >  >>