وقال تعالى آمراً المسلمين جميعاً بالتعاون فيما بينهم على البِرِّ والتقوى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(المائدة:٢).
يقول الإمام الشافعي:"لو لمْ يَنزل من القرآن غير هذه السورة، لكَفَتِ المسلمين". ويقول أيضاً:"إنّ الناس أو أكثرهم في غَفلة عن تَدبّر هذه السورة".
- ومِن السُّنّة:
عن أبي رُقيَّة تَميم بن أوس الدَّاري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((الدِّين النَّصيحة))، قلنا: لِمَن يا رسول الله؟ قال:((للهِ، ولِكتابه، ولِرسوله، ولأئمّة المسلمين وعامّتهم))، رواه مسلم.
وعن جَرير بن عبد الله، قال:((بايعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصحِ لكلِّ مسلم))، متفق عليه.
ولقد بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مَسؤولية المُجتمع المسلم، ووجوب التَّناصح فيما بَينهم، وأثَرَ ذلك في نَجاة المُسلمين من الفِتن والأحداث؛ فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه-: أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مَثل القائمِ على حُدود الله والواقع فيها كمثَلِ قومٍ استهموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلَها. فكان الذين في أسفلها إذا