"المعجزة": أمْر خارق للعادة، يُظهره الله على يد النبي والرسول، تأييداً له وتحدِّياً للمعانِدين.
ومعجزات الأنبياء السابقين معجزات حسِّيّة، ترتبط بمكان وزمان الرسول والمرسَل إليهم؛ فإذا مات النبيّ أو الرسول انقطعت معجزتُه، ومن ثّم لم يعد هناك دليل قائم على نبوّته واستمرار رسالته. فمعجزة موسى -عليه السلام- كانت العصا، يلقي بها على الأرض فتنقلب حيّة تسعى، ويضرب بها البحر فيصبح طريقاً يبساً، ويهوي بها على الحجر فتتفجّر منه اثنتا عشرة عيناً. وبانقضاء حياة موسى -عليه السلام-، انتهت معجزتُه، ولم يصبح في يد اليهود دليل على نبوّة موسى -عليه السلام-. حتى بقايا التوراة، تناولتها يد اليهود بالتغيير والتحريف، ولم تَعُدْ بصورتها الحالية دليلاً على صِدْق نبوّة موسى -عليه السلام-.
وكذلك الشأن في معجزات عيسى -عليه السلام-، كالنّفخ في الطِّين على هيئة الطير فيصبح طيراً بإذن الله، وإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، والإخبار بما يدّخره الناس في بيوتهم؛ وهي كلّها معجزات موقوتة بمكان وزمان عيسى -عليه السلام-. وعقِب رفْعه رُفعت معه معجزاته، ولم يَعُد لدى النصارى دليلٌ قائمٌ على نبوّة عيسى -عليه السلام- واستمرار رسالته. وما بين أيديهم من الأناجيل لا تمُتّ -باعتراف المحقِّقين والمدقِّقين من علماء التاريخ والأديان- بصِلَة إلى وحْي السماء المُنزَل على عيسى -عليه السلام-.
وكذلك الحال في جميع معجزات الأنبياء والمرسلين السابقين. فلولا إخبار القرآن عنهم، وذكْر نبوّاتهم ورسالاتهم، ووجوب الإيمان بهم، لما كنّا نعرف عنهم