فقد حَدّد القرآن الكريم سِمات العاصين والطائعين، وبَيَّن معالِم كلّ منهم وجزاءهم.
وإن إبراز سلوك العُصاة وإفراز أعمالهم يُسهِّل مُهمة الدّعاة إلى الله، ويَجعل الخِطاب الدَّعوي مُوجَّهاً إلى كل جماعة بما يُناسبها من أسلوب، وبما يُؤثِّر فيها من مَوعِظة وتَذكير ووَعْد ووَعيد.
ب- تَحديد أسباب المَعصية
إن التَّشخيص السَّليم والفَحص الدَّقيق للدَّاء يُعين على تَحديد الدَّواء وتَحقيق الشِّفاء -بإذن الله-، وكذلك حينما يَعْرف الداعية أسباب المَعاصي ودوافعها، ويَقف على شَخصيّة العُصاة وأثر المَعصية على صاحبها وعلى المجتمع، فإنّ الأمر بالمَعْروف والنهي عن المُنْكر يُؤتي ثِماره ويُحقِّق القَصد منه. وإن أسباب انحراف السُّلوك وارتكاب الفَواحش والآثام، يَرجع للأسباب التالية:
١ - ضَعف الإيمان بالله:
إن قُوّة الإيمان ونَقاء العَقيدة والتزام الطاعة هي خَير وقاية من المعاصي، وأعظم حافِظٍ للسلوك من الانحراف. فكلّما قَوِيَ الإيمان وازدادت الخَشية والخَوف من الله، تولّدت في الإنسان مَلكة المُراقبة والمُحاسبة، فإذا ما تَعثَّر ووَقع في المَعصية، بادر بالتَّوبة والرُّجوع إلى الله.