وادياً إلاّ كانوا معكم، حبَسهم المرض))، وفي رواية:((إلاّ شارَكوكم في الأجْر))، رواه الإمام مسلم.
والإخلاص يتحقّق إذا شعر المسلم أنه مراقَب مِن قِبَل الله تعالى في سِرِّه وعلانيته، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ}(آل عمران:٥).
وقال تعالى:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}(غافر:١٩).
فإذا استشعر المسلم -ولا سيما الدّاعي إلى الله- أنه تحت سمْع الله وبصَره، فإنّ هذا يتولّد منه ملَكة المراقبة التي تؤدّي إلى درجة الإحسان، وهي أعلى درجات الإيمان؛ ففي حديث جبريل -عليه السلام- حينما سأل الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)).
نواقض الإخلاص
ومن نواقض الإخلاص ونقائصه: أن يكون الدّاعي في دعوته كالحرباء، فيجعل من الدّعوة إلى الله تزلّفاً لذي سلطان، أو رياءً ليشتهر أمْرُه ويرتفع شأنُه؛ وهذا هو الرِّياء المُحبِط للعمل، المُذْهِب لثوابه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنّ أخْوفَ ما أخافُ عليكم: الشِّرك الأصغر. قالوا: وما الشِّركُ الأصغر، يا رسول الله؟ قال: الرِّياء. يقول الله يوم القيامة إذا جزى النّاسَ بأعمالهم:"اذهبوا إلى الذين كنتم تُراؤون في الدّنيا، فانظروا هل تَجِدون عندهم جزاءً))، رواه الإمام أحمد.
وقد جاء رجل إلى عُبادة بن الصّامت -رضي الله عنه- فقال: "أنْبئْني عمّا أسالك عنه. أرأيتَ رجلاً يُصلّي يبتغي وجْه الله ويحب أن يُحمَد، ويصوم يَبْتغي وجْه الله ويُحبّ أن يُحمَد، ويتصدّق ويبتغي وجْه الله، ويُحبّ أن يُحمَد، ويحجّ يبتغي وجْه الله،