(أنواع البشر الذين يوجه إليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وكيفية علاجهم, ومراتب إنكار المنكر)
١ - أركان الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: معرفة أنواع البشَر
أنواع البشَر الذين يُوجَّه إليهم الأمر بالمعروف والنّهي عن المُنكَر وكيفيّة علاجهم
لقد خلَق الله البشَر مختلِفين في الإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، متفاوتين في الذكاء والإدراك، متمايزين في النظرة للأمور والحُكم على الأشياء، قال تعالى:{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}(هود:١١٨، ١١٩).
هذا التباين والاختلاف يوجب على مَن يقوم بواجب الدّعوة إلى الله ويباشر مهامّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أن يتعرّف على أنواع البشر، ومدى إقبالهم على فعل الطاعات، ومدى إقدامهم على اقتراف السيئات.
وهل ما يرتكبونه من المعاصي يدخل في نطاق الكبائر أم الصغائر؟
وهل يوجد عناد وإصرار على إتيان الفواحش، أم هم من الذين قال الله تعالى فيهم:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(التوبة:١٠٢).
فإذا ما درس الدّاعي أحوال مَن يأمرهم وينهاهم، استطاع أن يوجّه لكلّ نوع ما يناسبه من التذكرة والموعظة، ودرجة ما يخاطبهم به من الوعد والوعيد، ونجح في استمالة القلوب والتأثير على العقول، وإصلاح النفوس وتهذيب السلوك.
وسوف نتناول في هذه المحاضرة: أصناف البشَر وأنواع الخلائق، ومدى درجة كلّ نوع في القرب والبعد عن الطاعة أو المعصية، وذلك وَفْق العناصر التالية: