للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصنف الأول:

صنف لا يعرف شيئاً عن دينه، وذهنهُ خالٍ عن كلّ ما أمَر الله به أو نهى عنه، كمن نشأ في بيئة جاهلية، أو تربى في مجتمع بعيد عن دار الإسلام، كبعض المسلمين الذين وُلدوا ونشؤوا في دول الغرب، أو كشأن الكثير من عوام المسلمين الذي يُعتبرُ دينُهم عادة لا عبادة، لأنهم لا يعرفون عن الإسلام إلاّ اسمه، ومع ذلك فهم متطلِّعون لِمن يأخذ بأيديهم ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، ويبيّن لهم الحلال من الحرام، ويفقِّههم في أمور دينهم. ويتم ذلك معهم بأناةٍ ورِفْق وحِلم وصبر؛ فيجب على الداعي إلى الله الآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر: أن يتعرّف على هذا الصنف من البشر، فيسعى إليهم ويتقرب منهم، ويُفسح صدره فيشرح أحكام الإٍسلام شرحاً مُبسّطاً مُيسّراً، ويجمعهم على الطاعة بالترغيب فيها وبيان آثارها في الدنيا وثوابها في الآخرة، وينفِّرهم من المعصية، ويبيِّن عواقبها في الدنيا والآخرة.

هذا الصنف من الناس يكثر تواجده في عوام المسلمين من الفقراء والكادحين الذين شغَلهم السعْي على المعاش وطلب الرزق لإعالة الأهل والأبناء عن معرفة الإسلام معرفة حقة. ويُلحق بهؤلاء الكثير من الناشئين من الفتيان والفتيات الذين أهمل الوالدان تربيتهم تربية إسلامية صحيحة، وتأثّروا بما حولهم من إعلام فاسد يدعو للرذيلة ويُشجِّع على الفاحشة ويحثّ على العنف. هذا بجانب إهمال المجتمع بهيئاته ومؤسّساته لواجب الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والانصراف عن ذلك بتشجيع مظاهر اللهو والعبث والترف، ممّا جعَل الدِّين عند هؤلاء أمراً ثانوياً وشعوراً هامشياً؛ فهُم قد حُرموا من لذّة الطاعة، ولم يشعروا بنعمة

<<  <   >  >>