للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام. هؤلاء الفتيان والفتيات تشملهم شريحة كبيرة من شرائح المجتمع، وهُمُ الذين ينبغي أن تتوجّه إليهم جهودُ الدّعاة، كما أمَر الله في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هَِيَ أَحْسَنُ} (النحل:١٢٥).

فهُم تربة صالحة ومناخ ملائمن يتقبّل التوجيه ويُسرع إلى الإذعان. ولقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُعالج هذا الصّنف من الناس معالجة طيِّبة تَحملهم على ترْك المعاصي وتحبِّب إليهم الطاعة.

فقد روى أبو أمامة -رضي الله عنه-: أنّ غلاماً شاباً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله. تأذن لي في الزِّنى؟ فصاح الناس به. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أتُحبُّه لأمِّك؟)). قال: لا. جعلني الله فداك. قال -صلى الله عليه وسلم-: ((كذَلِك الناسُ لا يُحبّونه لأمَّهاتِهم. أتُحِبّه لابنتِك؟)). قال: لا. جعلني الله فداك. قال: ((كذلك الناسُ لا يُحبّونه لبَناتِهم. أتُحِبّه لأختك؟)). قال: لا. جعلني الله فداك. وزاد ابن عوف، حتى ذكَر العمّة والخالة، وهو يقول: في كلّ واحدة لا، جعلني الله فداك، وهو -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((كذلك الناس لا يُحبونه)). وقالا جيمعاً في حديثيهما -أعني: ابن عوف وأبو أمامة-: ((فوضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده على صدره وقال: اللهم طهِّرْ قلبَه، واغفرْ ذنبه، وحصِّن فرْجَه. فلم يكن شيء أبغض إليه منه -يعني: الزنى-)). رواه أحمد بإسناد جيد.

وهؤلاء الذين ارتكبوا المعاصي عن جهل، أو تقاعسوا عن أداء العبادات كسلاً، يجب أن تُفتح لهم أبواب الأمل في رحمة الله، وأن يُدفع عن قلوبهم اليأس والقنوط. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزُّمَر:٥٣).

<<  <   >  >>