للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الرابع

(الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, تعريفهما وأهميتهما وصلتهما بالدعوة)

١ - الأمر بالمَعروف، وصِلتُه بالدّعوة

المَعروف والمُنْكر بين اللغة والاصطلاح

الحمد لله الهادي لدَعوة الحق وإلى الطريق المستقيم، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، الذي أرسله الله بالهدى ودين الحق ليُظهره على الدِّين كلّه ولو كره المشركون. وبعد:

"المعروف" في اللغة: ضدّ المُنْكر، والعُرف: ضدّ النُّكر، والمَعروف والعارِفة: خِلاف المُنْكر.

والمعرفةُ والعِرْفانُ: إدراك الشيء بتَفكّر وتَدبّر لأثره، فهي أخصُّ من العِلْم، ويُضادّه: الإنكار.

ويقال: "فلان يَعرف الله ورسولَه"، ولا يقال: "يَعْلم الله"، لمّا كانت مَعرفة البشر لله: تَدبُّر آثاره دون إدراك ذاته. ويقال: "الله يعلَم كذا"، ولا يقال: "إن الله يعرف كذا"، لمّا كانت المعرفة تُستعمل في العلْم القاصر المتوصَّل إليه بتفكير.

وأصْلُه مِن: عَرَفتُ الشيء أي: أصبتُ عَرْفَهُ، أي: رَائحته، أو مِن: أصبْت عَرْفَهُ، أي: حَدّه.

"المعروف" في الاصطلاح:

"المعروف": اسم جامع لكلّ ما عُرف من طَاعة الله والتَّقرب إليه، والإحسان إلى الناس، وهو: كلّ ما نَدب إليه الشَّرعُ ونهى عنه، مِن المحسّنات والمقبّحات.

قال الإمام الطبري: "والمعروف هو: الإيمان بالله ورسوله، والعمل بشرائعه. وأصل المعروف: كلّ ما كان مَعروفاً فعْله، مُستَحسناً غير مُستَقبح في أهل الإيمان ولا يستنكرون فعْله".

وذكَر ابن حجر عن أبي جمرة: "يُطلق اسم المَعروف على: ما عُرف بأدلّة الشّرع من أعمال البِرّ، سواء جَرت به العَادة أم لا.

<<  <   >  >>