للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال جيْفر:

"إنه -والله- لقد دلّني على هذا النبي الأمّي: أنه لا يأمر بخير إلاّ كان أوّل مَن أخذ به، ولا ينهى عن شرّ إلاّ كان أوّل تاركٍ له، وأنه يَغلب فلا يَبطر، ويُغلب فلا يَضجر، وأنه يفي بالعهد ويُنجز الوعد".

الأمر الثالث: الدّعوة إلى الله على بصيرة.

فإنّ من عوامل نجاح الدّعاة إلى الله: أن يكونوا على علْم وافٍ لِما يدعون إليه، وعلى بصيرة بأمور الدِّين، ووعي تامّ بأحوال المجتمعات التي يدعون إلى الله فيها، وأن تكون لديهم رؤية ثاقبة ونظرة فاحصة لِما يطرأ على ميادين الدّعوة إلى الله من موانع ومعوقات، وكيف يتعاملون معها بالحكمة والموعظة الحسَنة دون إثارة الشحناء والبغضاء؛ قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:١٠٨).

وسوف نوضّح مفهوم الدّعوة على بصيرة في مبحث خاص -إن شاء الله تعالى-.

الاقتداء برسول الله والتّأسّي به -صلى الله عليه وسلم-

ثانياً: من صِفات الدّاعي إلى الله: الاقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- والتّأسّي به.

لقد تجمّعت ينابيعُ وروافدُ الرسالات السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه ورسُله عبر تاريخ الإنسانية في رافد واحد وهو: الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} (آل عمران:١٩).

وتجسّدت أخلاق وشمائل الأنبياء والمرسلين جميعاً في شخص سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي نسختْ رسالته كلّ الرسالات، وختم الله به الأنبياء والرسُل، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (الأحزاب:٤٠).

<<  <   >  >>