ولقد جاء في القرآن الكريم ووَرَد في السُّنّة الشريفة بعض ما تفضل الله به على أنبيائه ورسُله من فضائل، وما اختصّ كلاً منهم بالمعجزات. فهم عند الله متفاوتون، أمّا عند البشَر فهم متساوون؛ فيَحرُم التّفرقة بينهم أو التطاول على أحد منهم، كما يفعل غير المسلمين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن كثير:"فالمؤمنون يؤمنون بأنّ الله واحدٌ فردٌ صمد، لا إله غيره ولا ربّ سواه، ويصدِّقون بجميع الأنبياء والرُّسُل، وبالكتب المُنزَلة من السماء عليهم، لا يفرِّقون بين أحد منهم فيؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، بل الجميع عندهم صادقون بارّون راشدون مهديُّون هادون إلى سبل الخير، وإن كان بعضهم نسخ شريعة البعض بإذن الله، حتى نسخ بشرع محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تقوم الساعة على شريعته. ولا تزال طائفة من أمّته على الحق ظاهرين".
٢ - الدّعوة إلى الله من أشرف الأعمال وأعظمها
تعدّد أسماء الدّعوة إلى الله ممّا يَدلّ على شَرفها
لقد تَعدّدت أسماء الدّعوة إلى الله في القرآن الكريم، وتنوّعت أغراضها ونتائجها، ممّا يُنبئ عن رِفعة قَدْرها، وعلوِّ منزلة مَن يَعمل في مَيدانها، وذلك على النحو التالي:
أولاً: هي دعوة إلى الإيمان بالله، قال تعالى:{وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(الحديد:٨).