للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال: كلاّ والله! لتأمرُنّ بالمعروف، ولَتَنهوُنّ عن المنكر، ولتأخذُنّ على يد الظالم، ولتأطرُنّه على الحق أطراً، ولتقصُرُنّه على الحق قصراً، أو ليضربَنّ اللهُ بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلْعَنكم كما لعَنَهم))، رواه أبو داود، والترمذي وقال: "حديث حسن".

ثانيًا: إن التخاذل عن إبداء النصح، والتهاون في التّصدي لفواحش القول والعمل، جعل ساحة الدّعوة شاغرة، وقلوب العباد فارغة، ممّا جعل الشيطان وحزبَه يعيثون في الأرض فساداً، ويتلاعبون بالعقول والقلوب إضلالاً وانحرافاً. وتعدّدت ميادين أنشطة الشياطين في المجالات التالية:

أولاً: إفساد عقيدة التوحيد، وقد اتّخذ في سبيل ذلك صُوراً عِدّة، منها:

١ - الدعوة إلى إنكار وجود الخالِق -سبحانه وتعالى-.

٢ - الدعوة إلى عبادة مظاهر الطبيعة.

٣ - ادّعاء الألوهيّة، والتّكبّر والاستعلاء في الأرض.

٤ - اتّخاذ أنداد وشركاء من دون الله، يتوجّه الناس إليهم بالدعاء والاستغاثة.

ثانيًا: الإفساد بين بني الإنسان:

فكلّما تذكّر الشيطان أنه طُرد من الجنة وأُبعِد من رحمة الله بسبب خلْق آدم -عليه السلام- وتكريم بني جنْسه واستخلافهم في الأرض، اشتعل وميض الحقد في قلبه، وتوهّجت نار العداوة في صدره، فيقدح زناد فكره الخبيث ومكره اللئيم، وصبّ جام غضبه على الإنسان، فأوغر الصدور، وفرّق القلوب، ومزّق الروابط. فأصبحت الكرة الأرضية ميداناً فسيحاً للصراعات، وساحةً تشتعل فيها الحروب

<<  <   >  >>