للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخروج عن آداب الإسلام، ولا سيما في هذا العصر الذي خرجت فيه المرأة إلى الحياة العامة تَعرض أنوثتها بطريقة فجّة ومُثيرة، يساعد على ذلك أجهزة الإعلام، وبخاصة القنوات الفضائية التي ينفث الشيطان في روعها إغواء المرأة وإخراجها من مملكتها، وهو منزلها وعالَم أسرتها. فأفقدوها حنان الأمومة، وحرموها من وجوب احترام الزوج لها؛ فاضطرب أمر الأسرة، وانفرط عِقدها. ودفعت الأرحام بأجيال فقدوا حنان الأم ورعاية الأب، فلم يحرزوا هدفاً ولم يحققوا نصراً، ولم يصونوا ديناً أو يَحموا عرضاً. وقد استغلّت بعض أجهزة الإعلام المرئيّة أنوثة المرأة أسوأ استغلال، فجعلوا منها ممثّلة متبرّجة تعرض جسدها باسم الفن والدعاية والإعلان.

هذا، ولقد اشتدّت الهجمة الشرسة على المرأة المسلمة في هذه الأيام، للقضاء على ما بقي من الإسلام في عقلها وقلبها؛ فالأسلحة كلّها مصوّبة نحو المرأة المسلمة، تتدرّع بكل وسائل الشيطان وحزبه من تقنيات حديثة تدعو إلى الانحراف وتزيِّن له. وقد خفَتَ صوت الدعاة إلى الفضيلة، بل كاد يختفي وسط صخَب وضجيج وسائل الإعلام الحديثة، إلاّ من بعض الأصوات الصادقة التي تنبعث من هنا أو من هناك، تذكّر بالإسلام وتدعو إلى الفضيلة، وتحذِّر من شياطين الإنس والجن. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (النور:٢١).

هذه بعض الآثار السيئة التي نجمت عن خفوت صوت الدّعاة إلى الله، وضعف أداء البعض منهم، والارتجال في ميادين العمل الدّعوي، وعدم التخطيط السليم

<<  <   >  >>