للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يستظل، ولا يتكلّم، ويصوم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((مُروه فلْيتكلّمْ، ولْيستظلّ، ولْيقعدْ، وليتمّ صومه))، رواه البخاري.

٥ - عن أبي عبد الله جابر بن سمُرة -رضي الله عنهما-، قال: ((كنت أصلِّي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصّلوات، فكانت صلاته قصداً، وخطبتُه قصداً))، رواه مسلم.

ومعنى قصداً: أي: متوسطة بين الطول والقِصَر.

رابعاً: رفَع الإسلام التكليف في الأمور التي لا يَملك الإنسان دفْعها، ومنها:

أحوال النسيان والخطإ والإكراه؛ فهي أمور قد تعترض الإنسان فتُوقعه في بعض الأخطاء التي ينأى عن فِعْلها إذا كان في غير هذه الحالات الثلاث. ومن رحمة الله بعباده أنْ رفَع عنهم الحرج والمشقّة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((وُضع عن أمّتي الخطأ، والنسيان، وما استُكرهوا عليه))، لأن هذه من العوارض التي تعتري الإنسان، ولا يملك لها دفعاً. {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة:٢٨٦).

أمّا النّسيان المتعمَّد لأوامر الله، والاستخفاف المستمرّ بشرع الله، فهذه أمور لا ينبغي على الإنسان أن ينساها ولا يتناساها طوال عمره. قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (الحشر:١٩).

ويدخل في قسم النّسيان والخطإ الذي لا يُعذر صاحبهما: كلّ نسيان أو خطإ ناشئ عن التّهاون والإهمال والتقصير وعدم المبالاة؛ ولذلك أمَر القرآن الإنسان إذا ما نسي تذكّر الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} (الكهف:٢٤)، وأن يبادر إذا ما

<<  <   >  >>