للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الحسنة والأسوة الطيِّبة في الإخلاص، وقد أمره الله به في قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} (الزُّمَر:٢، ٣).

وخوطب به الناس جميعاً، قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (البيِّنة:٥).

ومعنى {حُنَفَاء}: سُمحاء، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الإمام أحمد: ((إني أُرسِلْتُ بحنيفيّة سَمْحة)).

ومن معنى {حُنَفَاء} أي: مُتحنِّفين، أي: مائلين عن الشرك إلى التوحيد، ومعنى {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}، أي: المِلّة القائمة العادلة، أو الأمّة المستقيمة المعتدلة.

وإخلاص القلوب، وسلامة النوايا، وحسْن الطّوايا: سرّ من الأسرار، لا يطّلع عليه إلاّ علاّم الغيوب والعالِم بما في الصدور، قال تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران:٢٩).

ولذلك كان ميزان صحّة العقيدة وإخلاص القصْد لله هو: السلامة من كلّ مظاهر الشرك، وحُسْن النّية في أداء العبادات والطاعات وسائر الأعمال؛ فعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرئ ما نوى. فمَن كانت هجْرتُه إلى الله ورسوله، فهجْرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لِدنيا يُصيبها أو امرأة يَنكحها، فهجْرتُه إلى ما هاجَر إليه))، رواه الشيخان.

<<  <   >  >>