تعالى بتوسعه المسجدالحرام مما يلي باب الصفا لتكون الكعبة في وسط المسجد في سنة سبع وستين ومائة فدل ذلك المكتوب على أن الكعبة المقدسة في وسط المسجد وكان يظن بها الانحراف إلى جهة باب الصفا فاختبرنا جوانبها المباركة بالكيل فوجدنا الأمر صحيحا حسبما تضمه رسم السارية.
وتحت ذلك النقش في أسفل السارية منقوش أيضا: أمر عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين أصلحه الله بتوسعة الباب الأوسط الذي بين هاتين الأسطوانتين وهو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصفا.
وفي أعلى السارية التي تليها منقوش أيضا: أمر عبد الله محمد المهدي أمير المؤنين أصلحه الله بصرف الوادي إلى مجراه على عهد أبيه إبراهيم صلى الله عليه وسلم وتوسعته بالرحاب التي حول المسجدالحرام لحاج بيت الله وعماره وتحتها أيضا منقوش ما تحت الأول من ذكر توسعة الباب الأوسط، والوادي المذكور هو الوادي المنسوب لإبراهيم صلى الله عليه وسلم ومجراه على باب الصفا المذكور وكان السيل قد خالف مجراه فكان يأتي على المسيل بين الصفا والمروة ويدخل الحرم فكان مدة مده بالامطار يطاف حول الكعبة سبحا فأمر المهدي رحمه الله برفع موضع في أعلى البلد يسمى رأس الردم فمتى جاء السيل عرج عن ذلك الردم إلى مجراه واستمر على باب إبراهيم إلى الموضع الذي يسمى المسفلة ويخرج عن البلد ولا يجرى الماء فيه إلا عند نزول ديم المطر الكثير وهو الوادي الذي عنى صلى الله عليه وسلم بقوله حيث حكى الله تبارك وتعالى عنه:" {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ} "١ فسبحان من أبقى له الآيات البينات.