للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحجاج المذكور. وعن يمينك إذا استقبلت الجبانة المذكورة مسجد في مسيل بين جبلين يقال إنه المسجد الذي باعيت فيه الجن النبي صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم.

وعلى هذا الباب المذكور طريق الطائف وطريق العراق والصعود إلى عرفات جعلنا الله ممن يفوز بالموقف فيها وهذا الباب المذكور بين الشرق والشمال وهو إلى الشرق أميل.

ثم باب المسفل: وهو إلى جهة الجنوب وعليه طريق اليمن ومنه كان دخول خالد بن الوليد رضى الله عنه يوم الفتح.

ثم باب الزاهر: ويعرف أيضا باب العمرة وهو غربي وعليه طريق مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وطريق الشام وطريق جدة ومنه يتوجه إلى التنعيم وهو أقرب ميقات المعتمرين يخرج من الحرم إليه على باب العمرة ولذلك أيضا يسمى هو بهذا الاسم.

والتنعيم من البلدة على فرسخ وهو طريق حسن فسيح فيه الآبار العذبة التي تسمى بالشبيكة.

وعند ما تخرج من البلدة بنحو ميل تلقى مسجدا بإزائه حجر موضوع على الطريق كالمصطبة يعلوه حجر آخر مسند فيه نقش داثر الرسم يقال: إنه الموضع الذي قعد فيه البي صلى الله عليه وسلم مستريحا عند مجيئه من العمرة فيتبرك الناس بقتبيله ومسح الخدود فيه وحق ذلك لهم ويستندون إليه لتنال أجسامهم بكرة لمسه. ثم بعد هذا الموضع بمقدار غلوة تلقى على قارعة الطريق من جهة إليسار للمتوجه إلى العمرة قبرين قد علتهما أكوام من الصخر عظام يقال: إنهما قبر أبي لهب وامرأته لعنهما الله فما زال الناس في القديم إلى هلم جرا يتخذون سنة رجمهما بالحجارة حتى علاهما من ذلك جبلان عظيمان.

ثم تسير منها بمقدار ميل وتلقى الزاهر وهو مبتنى على جانبي الطريق،

<<  <   >  >>