فبات الناس بالمعشر الحرام هذه الليلة وهي ليلة السبت فلما صلوا الصبح غدوا منه إلى منى بعد الوقوف والدعاء لأن مزدلفة كلها موقف إلا وادي محسر ففيه تقع الهرولة في التوجه إلى منى حتى يخرج عنه. ومن مزدلفة يستصحب أكثر الناس حصيات الجمار وهو المستحب ومنهم من يلتقطها حول مسجد الخيف بمنى وكل ذلك واسع١. فلما انتهى الناس إلى منى بادروا لرمي جمرة العقبة بسبع حصيات ثم نحروا أو ذبحوا وحلوا من كل شيء إلا النساء والطيب يطوفوا طواف الإفاضة. ورمى هذه الجمرة عند طلوع الشمس من يوم النحر ثم توجه أكثر الناس لطواف الإفاضة ومنهم من أقام إلى اليوم الثاني ومنهم من أقام إلى اليوم الثالث وهو يوم الانحدار إلى مكة. فلما كان اليوم الثاني من يوم النحر عند زوال الشمس رمى الناس بالجمرة الأولى سبع حصيات وبالجمرة الوسطى كذلك وبهاتين الجمرتين يقفون للدعاء وبجمرة العقبة كذلك لا ولا يقفون بها اقتداء في ذلك كله بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فتعود جمرة العقبة في هذين إليومين اخيرة وهي يوم النحر اولى منفردة لا يخلط معها سواها.
وفي اليوم الثاني من يوم النحر بعد رمي الجمرات خطب الخيطب بمسجدالخيف ثم جمع بين الظهر والعصر وهذا الخطيب وصل مع الأمير العراقي مقدما من عند الخليفة للخطبة والقضاء بمكة على ما يذكر ويعرف بتاج الدين وظاهر أمره البلادة والبله لأن خطبته اعربت عن ذلك ولسإنه لا يقيم الإعراب.