ظراف الهيئات نظاف الملابس والشارات والمؤذن الراتب فيه أحد أولاد بلال رضى الله عنه. وفي جهة جوف الصحن قبة كبيرة محدثة جديدة تعرف بقبة الزيت هي مخزن الجميع آلات المسجد المبارك وما يحتاج إليه فيه وبإزائها في الصحن خمس عشرة نخلة وعلى رأس المحراب الذي في جدار القبلة داخل المقصورة حجر مربع أصفر قدر شبر في شبر ظاهر البريق والبصيص يقال: إنه كان مرآة كسرى والله أعلم بذلك وفي أعلاه داخل المحراب ممسار مثبت في جدار فيه شبه حق صغير لا يعرف من أي شيء هو ويزعم أيضا إنه كان كأس كسرى والله أعلم بحقيقة ذلك كله.
ونصف جدار القبلة الأسفل رخام موضوع إزارا على إزار١ مختلف الصنعة واللون مجزع أبدع تجزيع والنصف الأعلى من الجدار منزل كله بفصوص الذهب المعروفة بالفسيفساء قد انتج الصناع فيه نتائج من الصنعة غريبة تضمنت تصاوير اشجار مختلفات الصفات مائلات الأغصان بثمرها. والمسجد كله على تلك الصفة لكن الصنعة في جدار القبلة أحفل والجدار الناظر إلى الصحن من جهة القبلة كذلك ومن جهة الجوف أيضا والغربي والشرفي الناظران إلى الصحن مجردان أبيضان ومقرنصان قد زينا برسم يتضمن أنواعا من الأصبغة إلى ما يطول وصفه وذكره من الاحتفال في هذا المسجد المبارك المحتوى على التربة الظاهرة المقدسة وموضوعها أشرف ومحلها ارفع من كل ما تزين به.
وللمسجد المبارك تسعة عشر بابا لم يبق منها مفتحا سوى أربعة في الغرب منها اثنان يعرف ألواح د ببا الرحمة والثاني بباب الخشية وفي الشرق اثنان يعرف ألواح د بباب جبريل عليه السلام والثاني بباب الرخاء ويقابل باب جبريل عليه السلام دار عثمان رضى الله عنه وهي التي استشهد