وسلم وعليها حلق عظيم مستطيل ومنبع العين وسط ذلك الحلق كأنه الحوض المتسطيل وتحته سقايتان مستطيلتان باستطالة الحلق وقد ضرب بين كل سقاية وبين الحوض المذكور بجدار فحصل الحوض محدقا بجدارين وهو يمد الساقيتين المذكورتين ويهبط إليهما على أدراج عددها نحو الخمسة والعشرين درجا
وماء هذه العين المباركة يعم أهل الأرض فضلا عن أهل المدينة فهي لتطهير الناس واستقائهم وغسل أثوابهم والحوض المذكور لا يتناول فيه غير الاستقاء خاصة صونا له ومحافظة عليه وبمرقبة منه مما يلي المدينة قبة حجر الزيت يقال: إن الزيت رشح للنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الحجر ولجهة الجوف منه بئر بضاعة وبازائها لجهة إليسار جبل الشيطان حيث صرخ لعنه الله يوم أحد حين قال: قتل نبيكم.
وعلى شفير الخندق المذكور حصن يعرف بحصن العزاب وهو خرب قيل: إن عمر رضى الله عنه بناه لعزاب المدينة وأمامه لجهة الغرب على البعد بئر رومة التي اشترى نصفها عثمان رضى الله عنه بعشرين ألفا وفي طريق أحد م مسجد على رضى الله عنه ومسجد سلمان رضى الله عنه ومسجد الفتح الذي أنزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح.
وللمدينة المكرمة سقاية ثالثة داخل باب الحديد يهبط إليها على ادراج وماؤها معين وهي بمقرة من الحرم الكريم وبقبلي هذا الحرم المكرم دار إمام دار الهجرة مالك ابن أنس رضى الله عنه ويطيف بالحرم كله شارع مبلط بالحجر المنحوت المفروش.
فهذا ذكر ما تمكن على الاستعجال من آثار المدينة المكرمة ومشاهدها على جهة الاقتضاب والاختصار والله ولي التوفيق.