الشرقي محدثة لكنه مع استيلاء الخراب عليه يحتوي على سبع عشرة محلة كل محلة منها مدينة مستقلة وفي كل واحدة منها الحمامان والثلاثة والثماني منها بجوامع يصلى فيها الجمعة فأكبرها القرية وهي التي نزلنا فيها بربض منها يعرف بالمربعة على شط دجلة بمقربة من الجسر فحملته دجلة بمدها السيلي فعاد الناس يعبرون بالزوراق والزوارق فيها لا تحصى كثرة فالناس ليلا ونهارا من تمادى العبور فيها في نزهه متصلة رجالا ونساء والعادة أن يكون لها جسران أحدهما مما يقرب من دور الخليفة والآخر فوقه لكثرة الناس والعبور في الزوارق لا ينقطع منها.
ثم الكرخ وهي مدينة مسورة.
ثم محلة باب البصرة وهي أيضا مدينة وبها جامع المنصور رحمه الله وهو جامع كبير عتيق النبيان حفيله ثم الشارع وهي أيضا مدينة فهذه الأربع أكبر المحلات.
وبين الشارع ومحلة باب البصرة سوق المارستان وهي مدينة صغيرة فيها المارستان الشهير ببغداد وهو على دجلة وتنفقده الأطباء كل يوم اثنين وخميس ويطالعون أحوال المرضى به ويتربون لهم أخذ ما يحتاجون إليه وبين أيديهم قومه يتناولن طبخ الأدوية والأغذية وهو قصر كبير فيه المقاصير والبيوت وجميع مرافق المساكن الملوكية والماء يدخل إليه من دجلة.
وأسماء سائر المحلات يطول ذكرها كالوسيطة وهي بين دجلة ونهر يتفرع من الفرات وينصب في دجلة يجيء فيه جميع المرافق التي في الجهات التي يسقيها الفرات ويشق على باب البصرة الذي ذكرنا محلته نهر آخر منه وينصب أيضا في دجلة.
ومن أسماء المحلات العتابية وبها تصنع الثياب العتباية وهي حرير وقطن مختلفات الألوان.
ومنها الحربية وهي أعلاها وليس وراءها إلا القرى الخارجة عن بغداد