للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولها أيضا سوق يعرف بالسوق الكبير يتصل من باب الجابية إلى باب شرقي وفيه بيت صغير جدا قد اتخذ مصلى وفي قبلته حجر يقال: إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان يكسرعليه الآلهة التي كان يسوقها أبوه للبيع.

وحديث الدار المنسوبة لعمر بن عبد العزيز التي هي اليوم خانقة للصوفية وهي في الدهليز الذي في الباب الشمالي المعروف بباب الناطفيين وقد تقدم التنبيه عليه قبل هذا حديث عجيب وذلك أن الذي اشتراها وبناها وجعل لها الأوقاف الواسعة وأمر بأن يدفن فيها وأن يختم على قبره القرآن كل جمعة وعين من تلك الأوقاف لمن يحضر ذلك كل جمعة رطلا من الخبز الحواري وهو ثلاثة أرطال من ارطال المغرب رجل من العجم يعرف بالسميساطي وسميساط بلدة من بلادالعجم وكان موصوفا بالورع والزهد، وأصل يساره وتموله فيما ذكر لنا إنه الفي يوما من الأيام بالدهليز المذكور ازاء الدار المذكورة رجلا أسود مريضا مطروحا بموضعه غير متلف إليه ولا معتنى به فتأجر فيه والتزم تمريضه وخدمته والنظر له اغتناما للثواب من الله عز وجل، فحانت وفاة الرجل فاستدعى ممرضه السميساطي المذكور فقال له: أنت قد احسنت إلى وخدمتني ولطفت في تمريضي وأشفقت لحالي وغربتي فأنا أريد أن أكافئك على فعلك بي زائدا إلى مكافأة الله عز وجل عني في الاجل إن شاء الله؛ وذلك اني كنت من أحد فتيان الخليفة المعتصد العباسي ومعروفا بزمام الدار١ وكانت لي حظوة ومكانة فعتب على في بعض الأمر فخرجت طريدا فانتهيت إلى هذه البلدة فأصابني فيها من أمر الله ما أصابني فسببك الله لي رحمة، فأنا أقلدك أمانة وأعهد إليك فيها عهدا إذا أنا مت وغسلتني فانهض على بركة الله تعالى إلى بغداد وتطلف في السؤال عن دار صاحب الزمام فتى الخليفة فإذا أرشدت إليها فصرف الحيلة في اكترائها وأرجو أن الله


١ لعله عنى الخادم المكلف الإشراف على الدخل والخرج.

<<  <   >  >>