للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المذكور مع قوم من أهلها امتنعوا من الخروج إلى المصلى لعذر كان لهم فصلينا صلاة الغرباء جبر١ الله كل غريب إلى وطنه، وخرج أهل البلد إلى مصلاهم مع صاحب أحكامهم وانصرفوا بالطبول والبوقات فعجبنا من ذلك ومن إغضاء النصارى لهم عليه ونحن قد اتفق كراؤنا في المركب المتوجه إن شاء الله إلى بر الأندلس ونظيرنا في الزاد والله المتكفل بالتسير والتسهيل.

ووصل أمر من ملك صقلية بعقلة المراكب بجميع السواحل بجزيرته بسبب الأسطول الذي يعمره ويعده فليس لمركب سبيل للسفر إلى أن يسافر الأسطول المذكور خيب الله سعيه ولا تمم قصده فبادر الروم الجنويون أصحاب المركبين المذكورين إلى الصعود فيهما تحصنا من الوالي ثم امتد سبب الرشوة بينهم وبينه فأقاموا بمركبيهم ينتظرون هواء يقلعون به فأقاموا بمركبيهم ينتظرون هواء يقلعون به

وفي هذا التاريخ المذكور وصلتنا أخبار موحشة من الغرب منها تغلب صاحب ميورقة على بجاية والله لا يحقق ذلك ويجعل العاقبة والهدنة للمسلمين بمنه وكرمه.

والناس بهذه المدينة يرجمون الظنون في مقصد هذا الأسطول الذي حأول هذا الطاغية تعميره وعدد أجفانه٢ فيما يقال ثلاثمائة: بين طرائد ومراكب ويقال: أكثر من ذلك ويستصحب معه نحو مائة سفينة تحمل الطعام والله يقطع به ويجعل الدائرة عليه فمنهم من يزعم أن مقصده الإسكندرية حرسها الله وعصمها ومنها من يقول: إن مقصده ميورقة حرسها الله ومنهم من يزعم أن مقصده إفريقية حماها الله ناكثا لعهده في السلم بسبب الأنباء الموحشة الطارئة من جهة المغرب وهذا أبعد الظنون من الإمكان لأنه مظهر للوفاء بالعد والله يعين عليه ولا يعينه، ومنهم من يرى أن احتفاله إنما هو لقصد القسطنطينية العظمى بسبب ما ورد من قبلها من النبأ العظيم الشأن المهدى للنفوس بشائر تتصمن عجائب من الحدثان وتشهد للحديث المأثور


١ جبر: أعاد.
٢ أجفانه: أراد بها مراكبه.

<<  <   >  >>