للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهم الجلاب حتى يجلس بعضهم على بعض وتعود بهم كأنهم أقفاص الدجاج المملوءة يحمل أهلها على ذلك الحرص والرغبة في الكراء حتى يستوفى صاحب الجلبة منهم ثمنها في طريق واحدة ولا يبالي بما يصنع البحر بها بعد ذلك ويقولون علينا بالألواح وعلى الحجاج بالأرواح هذا مثل متعارف بينهم. فأحق بلادالله بحسبة١ يكون السيف درتها٢ هذه البلدة والأولى بمن يمكنه ذلك إلا يراها وان يكون طريقه على الشام إلى العراق ويصل مع أمير الحج البغدادي وإن لم يمكنه ذلك أولا فيمكنه آخرا عند انقضاض الحجاج يتوجه مع أمير الحاج المذكور إلى بغداد ومنها إلى عكة فإن شاء رحل منها إلى الإسكندرية وإن شاء إلى صقلية أو سواهما. ويمكن أن يجد مركبا من الروم يقلع إلى سبتة أو سواها من بلاد المسلمين. وإن طال طريقه بهذا التحليق٣ فيهون لما يلقى بعيذاب ونحوها.


١ الحسبة: الإشراف على الأسواق والآداب العامة، وكان يقوم بها المحتسب، وهو موظف له سلطة قضائية وتنفيذية.
٢ الدرة: السوط، وكان المحتسب يحملها ليؤدب بها الناس.
٣ التحليف: التطواف.

<<  <   >  >>