خمس رخامات منتصبات طولا كأنها أبواب تنتهي إلى مقدار خمسة أشبار من الأرض وكل واحدة منها نحو القامة الثلاث منها حمر والاثنتان خصرواوان في كل واحدة منها تجزيع بياض لم ير أحسن منظرا منه كأنه فيها تنقيط فتتصل بالركن اليماني منها الحمراء ثم تليها بخمسة أشبار الخضراء والموضع الذي يقابلها متقهقرا عنها بثلاثة اذرع هو مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فيزدحم الناس على الصلاة فيه تبركا به. ووضعهن على هذا الترتيب وبين كل واحدة وأخرى القدر المذكور ويتصل بينهما رخام أبيض صافي اللون ناصع البياض قد أحد ث الله عز وجل في اصل خلقته اشكالا غريبة مائلة إلى الزرقة مشجرة مغصنة وفي التي تليها مثل ذلك بعينه من الأشكال كأنها مقسومة فلو انطبقتا لعاد كل شكل يصافح شكله فكل واحدة شقة الأخرى لا محالة عند ما نشرت انشقت على تلك الأشكال فوضعت كل واحدة بإزاء أختها. والفاصل منها بين كل خضراء وحمراء رخامتان سعتهما خمسة أشبار لاعدادا الأشبار المذكورة والأشكال فيها تختلف هيئاتها وكل أخت منها بازاء اختها وقد شدت جوانب هذه الرخامات بتكايف غلظها قد اصبعين من الرخام المجزع من الأخضر والأحمر المنقطين والأبيض ذي الخيلان١ كأنها أنابيب مخروطة بحار الوهم فيها. فاعترضت في هذا الصفح المذكور من فرج الرخام الأبيض ست فرج.
وفي الصفح الذي عن يسار الداخل وهو من الركن الأسود إلى اليماني أربع رخامات اثنتان خضراوان واثنتان حمراوان وبينهما خمس فرج من الرخام الأبيض وكل ذلك على الصفة المذكورة.
ومن الصفح الذي عن يمين الداخل وهو من الركن الأسود إلى العراقي ثلاث اثنتان حمراوان وإحدى خضراء ويتصل بها ثلاث فرج من الرخام الأبيض وهذا الصفح هو المتصل بالركن الذي فيه باب الرحمة وسعته