للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقتدون وله يتبعون وقد لبس أفخر ثيابه وتعمم، فعند ما يكمل الأمير شوطا واحدا وبقرب من الحجر يندفع الصبي في أعلى القبة رافعا صوته بالدعاء ويستفتحه بصبح الله مولانا الأمير بسعادة دائمة ونعمة شاملة ويصل ذلك بتهنئة الشهر بكلام مسجوع مطبوع حفيف الدعاء والثناء ثم يختم ذلك بثلاثة أبيات أو أربعة من الشعر في مدحه ومدح سلفه الكريم وذكر سابقة النبوة رضى الله عنها ثم يسكت

فإذا أظل من الركن اليماني يريد الحجر اندفع بدعاء آخر على ذلك الأسلوب ووصله بأبيات من الشعر غير الاببيات الآخر في ذلك المعنى بعينه كانها منتزعة من قصائد مدح بها هكذا في السبعة الأشواط إلى أن يفرغ منها والقراء في أثناء طوافه أمامه فينتظم من هذه الحال والأبهة وحسن صوت ذلك الداعي على صغره لأنه ابن إحدى عشرة سنة أو نحوها وحسن الكلام الذي يورده نثرا ونظما وأصواب القراء وعلوها بكتاب الله عز وجل مجموع يحرك النفوس ويشجيها ويستوكف العيون ويبكيها تذكرا لأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فإذا فرغ من الطواف ركع عند المتلزم ركعتين ثم جاء وركع خلف المقام أيضا ثم ولى منصرفا وحلبته١ تحف به ولا يظهر في الحرم إلا لمستهل هلال آخر هكذا دائما.

والبيت العتيق مبنى بالحجارة الكبار الصم السمر قد رص بعضها على بعض والصقت بالعقد الوثيق الصاقا لا تحيله الأيام ولا تقصمه الأزمان ومن العجيب أن قطعة انصدعت من الركن اليماني فسمرت بمسامير فضة وأعيدت كأحسن ما كانت عليه والمسامير فيها ظاهرة.

ومن آيات البيت العتيق إنه قائم وسط الحرم كالبرج المشيد وله التنزيه الأعلى. وحمام الحرم لا تحصى كثرة وهي من الأمن بحيث يضرب بها المثل ولا سبيل أن تنزل بسطحه الأعلى حمامة ولا تحل فيه بوجه ولا على حال.


١جماعته.

<<  <   >  >>