للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[فصل [تميز أهل السنة والجماعة عن الكفار والمبتدعين]]

ومن شأن المصنفين في العقائد المختصرة على مذهب أهل السنة والجماعة أن يذكروا ما يتميز به أهل السنة والجماعة عن الكفار والمبتدعين فيذكروا إثبات الصفات، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأنه تعالى يرى في الآخرة خلافا للجهمية من المعتزلة وغيرهم، ويذكرون أن الله خالق أفعال العباد وأنه مريد لجميع الكائنات وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، خلافا للقدرية «١» من المعتزلة وغيرهم، ويذكرون مسائل الأسماء والأحكام والوعد والوعيد، وأن المؤمن لا يكفر بمجرد الذنب، ولا يخلد في النار خلافا للخوارج «٢» والمعتزلة، ويحققون القول في الإيمان ويثبتون الوعيد لأهل الكبائر مجملا خلافا للمرجئة «٣»،


(١) هي إحدى الفرق الكلامية المنتسبة إلى الإسلام ذات المفاهيم والآراء الاعتقادية الخاطئة في مفهوم القدر، حيث قالوا بإسناد أفعال العباد إلى قدرتهم وأنه ليس لله دخل في ذلك ولا قدرة ولا مشيئة ولا قضاء، تعالى الله عمّا يقوله الظالمون علوّا كبيرا.
(٢) هي إحدى الفرق الضالة المنتسبة إلى الإسلام ذات المفاهيم والآراء والاعتقادات المخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة، وقد عرّفهم الشهرستاني في الملل والنحل بقوله: كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت عليه الجماعة يسمى خارجيّا سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو غيرهم من التابعين لهم بإحسان.
والخوارج من أوائل الفرق التي ظهرت في الإسلام ثم انقسمت إلى فرق كثيرة، ومن عقائدهم:
تكفير مرتكب الكبيرة، وبهذا المعتقد استحلوا قتل المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن عقائدهم الأساسية: وجوب الخروج على الأئمة المسلمين لارتكاب الفسق أو الظلم، وإنكار الشفاعة، وتكفير بعض الصحابة كأهل التحكيم وأصحاب الجمل.
(٣) هي إحدى الفرق الكلامية التي تنتسب إلى الإسلام ذات المفاهيم والآراء العقدية الخاطئة في مفهوم الإيمان، التي لم يعد لها كيان واحد حيث انتشرت مقالتهم في كثير من الفرق، فمنهم من يقول: إن الإيمان قول اللسان، وتصديق القلب فقط، وبعضهم يقصره على قول اللسان والبعض الآخر يكتفي في تعريفه بأنه التصديق، وغالى آخرون منهم فقالوا إنه المعرفة.

<<  <   >  >>