للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولى، وطائفة قالت: لا نسلم أنه إذا افتقر المخلوق المنفصل إلى خلق أن يفتقر ما يقوم به من الخلق إلى خلق آخر بل يكتفي فيه القدرة والمشيئة فإنكم إذا جوزتم وجود الحادث الذي يباينه بمجرد القدرة والمشيئة فوجود ما لا يباينه أولى بالجواز وهؤلاء وغيرهم يمانعونهم في قيام الحوادث به، وطائفة منعت امتناع التسلسل في الآثار والأفعال وقالت: إنما يمتنع في الفاعلين لا في الفعل كما قد بسط في موضع آخر.

[ذكر الأحاديث الدالة على الصفات]

وأما الأحاديث الدالة على هذا الأصل التي في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فأكثر من أن يحصيها واحد، كقوله في الحديث المتفق على صحته عن زيد بن خالد قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل فقال: «أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟ قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي؛ فمن قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فهو مؤمن بي كافر بالكوكب، ومن قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب» «١».

وفي الصحيحين في حديث الشفاعة يقول كل من أولي العزم من الرسل مع آدم:

«إن ربي قد غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله» «٢».

وقوله في الحديث الصحيح: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء كجرّ السلسلة على الصفوان» «٣».

وقوله في الحديث الصحيح: «إن الله يحدث من أمره ما يشاء وممّا أحدث أن لا يتكلموا في الصلاة» «٤».


(١) أخرجه البخاري في صحيحه بالأرقام (٨٤٦ و١٠٣٨ و٤١٤٧ و٧٥٠٣) وفي الأدب المفرد برقم (٩١٠) ومسلم في صحيحه برقم (٧١) وأبو داود في سننه برقم (٣٩١٦) والنسائي في سننه (٣/ ١٦٤ - ١٦٥) وفي سننه الكبرى برقم (١٧٦٠ و١٠٧٦) وأحمد في المسند بالأرقام (١٧٠٣٥ و١٧٠٤٩ و١٧٠٦١) وابن حبان في صحيحه برقم (١٨٨ و٦١٣٢) والبغوي في شرح السنة برقم (١١٦٩) ومالك في الموطأ (١/ ١٩٢) والبيهقي في سننه (٣/ ٣٥٧ و٣٥٨) والحميدي في مسنده برقم (٨١٣) والطبراني في معجمه الكبير بالأرقام (٥٢١٤ - ٥٢١٦) وأبو عوانة في صحيحه (١/ ٢٦ - ٢٧) من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه برقم (٦٥٦٥) ومسلم في صحيحه (٣/ ٥١ نووي) وغيرهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه برقم (٩٢٤) والنسائي في سننه برقم (١٢١٩) وأحمد في المسند (١/ ٣٧٧) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
والحديث صححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (٨١٧).

<<  <   >  >>