للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علامة قبول الطّاعة أن توصل بطاعة بعدها، وعلامة ردها أن توصل بمعصية. ما أحسن الحسنة بعد الحسنة، وأقبح السيئة بعد الحسنة!! ذنب بعد التّوبة أقبح من سبعين قبلها. النّكسة أصعب من المرض الأوّل. ما أوحش ذلّ المعصية بعد عزّ الطاعة! ارحموا عزيز قوم بالمعاصي ذلّ، وغنيّ قوم بالذّنوب افتقر. سلوا الله الثبات إلى الممات، وتعوّذوا من الحور بعد الكور. كان الإمام أحمد يدعو يقول: اللهمّ أعزّني بطاعتك ولا تذلّني بمعصيتك.

وكان عامة دعاء إبراهيم بن أدهم: اللهم انقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة. وفي بعض الآثار الإلهية: يقول الله: أنا العزيز، فمن أراد العزّ فليطع العزيز.

ألا إنّما التّقوى هي العزّ والكرم … وحبّك للدّنيا هو الذّلّ والسّقم

وليس على عبد تقيّ نقيصة … إذا حقّق التّقوى وإن حاك أو حجم

الحاج إذا كان حجّه مبرورا غفر له ولمن استغفر له، وشفّع فيمن شفّع فيه.

وقد روي أنّ الله تعالى يقول لهم يوم عرفة: «أفيضوا مغفورا لكم ولمن شفعتم فيه». وروى الإمام أحمد بإسناده عن أبي موسى الأشعري، قال: «إن الحاجّ ليشفع في أربعمائة بيت من قومه، ويبارك في أربعين من أمّهات البعير الذي يحمله، ويخرج من خطاياه كيوم ولدته أمّه، فإذا رجع من الحجّ المبرور، رجع وذنبه مغفور، ودعاؤه مستجاب» (١). فلذلك يستحبّ تلقيه والسّلام عليه وطلب الاستغفار منه. وتلقي الحاج مسنون.

وفي «صحيح مسلم»، عن عبد الله بن جعفر، قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا قدم من


(١) أخرجه: البزار (٣١٩٧) وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ٢١١): «رواه البزار وفيه من لم يسم».

<<  <   >  >>