للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومأجوج (١)، ولا يزال كذلك حتّى تخرّبه الحبشة (٢)، ويلقون حجارته في البحر، وذلك بعد أن يبعث الله ريحا طيبّة تقبض أرواح المؤمنين كلّهم، فلا يبقى في الأرض مؤمن ويسرى بالقرآن من الصّدور والمصاحف، فلا يبقى في الأرض قرآن، ولا إيمان، ولا شيء في الخير (٣). فبعد ذلك تقوم السّاعة، ولا تقوم إلاّ على شرار النّاس (٤) وقوله صلّى الله عليه وسلّم: «ويوم أنزلت عليّ فيه النّبوّة»، يعني أنّه صلّى الله عليه وسلّم نبّئ يوم الإثنين.

وفي «المسند» عن ابن عبّاس، قال: ولد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم الإثنين، واستنبئ يوم الإثنين، وخرج مهاجرا من مكّة إلى المدينة يوم الإثنين، ودخل المدينة يوم الإثنين، وتوفيّ يوم الإثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الإثنين (٥). وذكر ابن إسحاق أنّ النّبوّة نزلت يوم الجمعة، وحديث أبي قتادة يردّ هذا.

واختلفوا في أيّ شهر كان ابتداء النّبوّة؟ فقيل: في رمضان. وقيل: في رجب، ولا يصحّ. وقيل: في ربيع الأوّل. وقيل: إنه نبّئ يوم الإثنين لثمان من ربيع الأوّل.

وأمّا الإسراء، فقيل: كان في رجب، وضعّفه غير واحد. وقيل: كان في ربيع الأوّل، وهو قول إبراهيم الحربي وغيره.

وأمّا دخوله المدينة ووفاته صلّى الله عليه وسلّم فكانا في ربيع الأوّل بغير خلاف، مع الاختلاف في تعيين ذلك اليوم من أيّام الشهر.


(١) أخرجه: البخاري (٢/ ١٨٢ - ١٨٣) (١٥٩٣).
(٢) أخرجه: البخاري (٢/ ١٨٢) (١٥٩٦)، ومسلم (٨/ ١٨٣) (٢٩٠٩).
(٣) أخرجه: ابن ماجه (٤٠٤٩)، والحاكم (٤/ ٤٧٣)، (٥/ ٥٤٥).
(٤) أخرجه: مسلم (٨/ ٢٠٨) (٢٩٣٧)، وأحمد (١/ ٤٣٥).
(٥) أخرجه: أحمد (١/ ٢٧٧)، والطبراني (١٢٩٨٤)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٧/ ٢٣٣، ٢٣٤). وفي سنده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف.

<<  <   >  >>