للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد روي عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه وصف أهل النّار فقال: «هم الذين لا يألمون رءوسهم» (١) ودخل عليه أعرابيّ، فقال له: «يا أعرابي، هل أخذك هذا الصّداع؟»، فقال: وما الصّداع؟ قال: «عروق تضرب على الإنسان في رأسه»، فقال: ما وجدت هذا. فلمّا ولّى الأعرابيّ، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا» (٢). خرّجه الإمام أحمد، والنسائيّ.

وقال كعب: أجد في التوراة: لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد لا يصّدّع أبدا. وفي «المسند» عن عائشة رضي الله عنها، قالت:

دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في اليوم الذي بدئ فيه، فقلت: وا رأساه! فقال:

«وددت أنّ ذلك كان وأنا حيّ، فهيّأتك ودفنتك»، فقلت - غيرى -: كأنّي بك في ذلك اليوم عروسا ببعض نسائك، فقال: «أنا وا رأساه، وادعوا إليّ أباك وأخاك حتّى أكتب لأبي بكر كتابا، فإنّي أخاف أن يقول قائل ويتمنّى متمنّ، ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر» (٣).

وخرّجه البخاريّ بمعناه، ولفظه: أنّ عائشة رضي الله عنها، قالت: وا رأساه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ذاك لو كان وأنا حيّ، فأستغفر لك وأدعو لك»، قالت عائشة:

وا ثكلاه! والله إنّي لأظنّك تحبّ موتي، ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرّسا


(١) أخرجه: أحمد (٢/ ٥٠٨)، والعقيلي (١/ ١٦١).
وهو حديث منكر تفرد به البراء بن عبد الله الغنوي، وهو ضعيف، وذكره العقيلي في منكرات البراء هذا، وقال: «لا يتابع عليه».
(٢) أخرجه: أحمد (٢/ ٢٣٢)، والنسائي في «السنن الكبرى» (٤/ ٣٥٣) (٧٤٩١) وابن حبان (٢٩١٦)، والبزار (٧٧٨ - كشف)، والبيهقي في «الشعب» (٩٩٠٧)، وإسناده حسن.
(٣) أخرجه: مسلم (٧/ ١١٠) (٢٣٨٧)، وأحمد (٦/ ١٤٤)، وابن حبان (٦٥٩٨)، والبيهقي (٨/ ١٥٣).

<<  <   >  >>