للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ببعض أزواجك. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «بل أنا وا رأساه!» (١)، وذكر بقيّة الحديث.

وفي «المسند» أيضا عنها، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. إذا مرّ ببابي ربما يلقي الكلمة ينفع الله بها، فمرّ ذات يوم فلم يقل شيئا، مرتين، أو ثلاثا.

قلت: يا جارية، ضعي لي وسادة على الباب، وعصبت رأسي، فمرّ بي فقال:

«يا عائشة، ما شأنك؟»، فقلت: أشتكي رأسي، فقال: «أنا وا رأساه!»، فذهب فلم يلبث إلاّ يسيرا حتّى جيء به محمولا في كساء، فدخل عليّ، فبعث إلى النساء، وقال: «إنّي اشتكيت، وإنّي لا أستطيع أن أدور بينكنّ، فأذنّ لي فلأكن عند عائشة» (٢).

وفيه أيضا عنها، قالت: رجع إليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم من جنازة بالبقيع، وأنا أجد صداعا في رأسي، وأنا أقول: وا رأساه! قال: «بل أنا وا رأساه!»، ثمّ قال: «ما ضرّك لو متّ قبلي فغسّلتك وكفّنتك، ثم صلّيت عليك ودفنتك؟»، فقلت: لكأنّي بك والله لو فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ بدئ في وجعه الذي مات فيه (٣).

فقد تبيّن أنّ أوّل مرضه كان صداع الرأس، والظّاهر أنّه كان مع حمّى، فإنّ الحمّى اشتدّت به في مرضه، فكان يجلس في مخضب، ويصبّ عليه الماء من سبع قرب، لم تحلل أوكيتهنّ؛ يتبرّد بذلك. وكان عليه قطيفة، فكانت حرارة


(١) أخرجه: البخاري (٧/ ١٥٥) (٥٦٦٦) (٧٢١٧).
(٢) أخرجه: أحمد (٦/ ٢١٩)، وأبو داود (٢١٣٧) مختصرا، وإسناده حسن إن شاء الله.
(٣) أخرجه: أحمد (٦/ ٢٢٨)، وابن ماجه (١٤٦٥)، وابن حبان (٦٥٨٦)، والبيهقي (٣٩٦/ ٣)، والدارقطني (٢/ ٧٤)، وصححه الألباني في «أحكام الجنائز» (ص ٥٠).

<<  <   >  >>