للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يبشّر أصحابه بقدوم رمضان، كما خرّجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يبشّر أصحابه، يقول: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» (١). قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة النّاس بعضهم بعضا بشهر رمضان.

كيف لا يبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشّر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشّر العاقل بوقت يغلّ فيه الشيطان، من أين يشبه هذا الزمان زمان؟. وفي حديث آخر: «أتاكم رمضان سيد الشّهور، فمرحبا به وأهلا».

جاء شهر الصّيام بالبركات … فأكرم به من زائر هو آت

وروي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يدعو ببلوغ رمضان، فكان إذا دخل شهر رجب يقول: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان» (٢). خرّجه الطبراني وغيره من حديث أنس.

وقال معلّى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبّل منهم. وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم:

اللهم سلّمني إلى رمضان، وسلّم لي رمضان، وتسلّمه منّي متقبّلا.


(١) أخرجه: أحمد (٤٢٥، ٣٨٥، ٢/ ٢٣٠)، والنسائي (٤/ ١٢٩)، عبد الرزاق (٨٣٨٣)، وابن عبد البر في «التمهيد» (١٦/ ١٥٤).
(٢) أخرجه: أحمد (١/ ٢٥٩)، والبزار (٦١٦ - كشف)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٦٥٩)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (٤/ ١٨٩) (٣٩٣٩)، والبيهقي في «الشعب» (٣٨١٥)، وأبو نعيم (٦/ ٢٩٦)، وفي إسناده زائدة بن أبي الرقاد، وهو منكر الحديث.

<<  <   >  >>