للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأشربة، وغارت أعينكم، وخفت بطونكم؛ كونوا اليوم في نعيمكم، وتعاطوا الكأس فيما بينكم، وكلوا واشربوا هنيئا بما أسفلتم في الأيام الخالية.

وقال الحسن: تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إنّ الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمإ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة، وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذّته وطعامه وشرابه من أجلي، رغبة فيما عندي، اشهدوا أنّي قد غفرت له؛ فغفر لك يومئذ وزوجنيك.

وفي «الصحيحين» عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «إنّ في الجنّة بابا يقال له:

الرّيّان، يدخل منه الصّائمون، لا يدخل منه غيرهم» (١). وفي رواية: «فإذا دخلوا أغلق». وفي رواية: «من دخل منه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا».

وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في منامه الطويل، قال:

«ورأيت رجلا من أمّتي يلهث عطشا، كلّما ورد حوضا منع، فجاءه صيام رمضان، فسقاه وأرواه» (٢). خرّجه الطبراني وغيره.

وروى ابن أبي الدنيا بإسناد فيه ضعف، عن أنس مرفوعا: «الصّائمون ينفح من أفواههم ريح المسك، ويوضع لهم مائدة تحت العرش؛ يأكلون منها والناس في الحساب» (٣).

وعن أنس موقوفا: «إنّ لله مائدة لم تر مثلها عين، ولم تسمع أذن، ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلاّ الصّائمون».


(١) أخرجه: البخاري (٣/ ٣٢) (١٨٩٦)، ومسلم (٣/ ١٥٨ - ١٥٩) (١١٥٢).
(٢) قال في «المجمع» (٧/ ١٧٩): «رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف».
(٣) أخرجه: ابن أبي الدنيا في «الجوع» (١٣٩)، وإسناده ضعيف.

<<  <   >  >>