للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن بعض السلف، قال: بلغنا أنه يوضع للصّوّام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب، نحن نحاسب وهم يأكلون؟! فيقال:

إنّهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم. رأى بعضهم بشر بن الحارث في المنام وبين يديه مائدة وهو يأكل، ويقال له: كل يا من لم يأكل، واشرب يا من لم يشرب.

كان بعض الصالحين قد صام حتى انحنى وانقطع صوته فمات، فرآه بعض أصحابه الصالحين في المنام فسئل عن حاله، فضحك وأنشد:

قد كسي حلّة البهاء وطافت … بأباريق حوله الخدّام

ثم حلّي وقيل يا قارئ ارقا … فلعمري لقد براك الصّيام

اجتاز بعض الصالحين (١) بمناد ينادي على السّحور في رمضان: ياما خبأنا للصّوّام (٢)! فتنبّه بهذه الكلمة، وأكثر من الصّيام. رأى بعض العارفين في منامه كأنه أدخل الجنّة، فسمع قائلا يقول له: هل تذكر أنّك صمت لله يوما قطّ؟ فقال: نعم. قال: فأخذتني صواني النّثار من الجنة. من ترك لله في الدنيا طعاما وشرابا وشهوة مدة يسيرة عوضه الله عنده طعاما وشرابا لا ينفد، وأزواجا لا يمتنى أبدا. شهر رمضان فيه يزوّج الصائمون.

في الحديث: «إنّ الجنّة لتزخرف وتنجّد من الحول إلى الحول لدخول رمضان، فتقول الحور: يا ربّ، اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجا تقرّ أعيننا بهم، وتقرّ أعينهم بنا» (٣). وفي حديث آخر: «إنّ الحور تنادي في شهر رمضان: هل من خاطب إلى الله فيزوّجه؟».


(١) في أ: «العارفين».
(٢) في ص، أ: «للصائمين».
(٣) أخرجه: الطبراني في «الأوسط» (٦٨٠٠) وقال في «المجمع» (٣/ ١٤٢): «رواه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» وفيه الوليد بن الوليد القلانسي، وثقه أبو حاتم، وضعفه جماعة».

<<  <   >  >>